الجمعة، 3 فبراير 2017

أزواج فى حياة أم كلثوم ... تفاصيل تكشف لاول مرة

أزواج فى حياة أم كلثوم

 شىء من فتنة العالم وبهائه ومكامن أسراره يظل قائمًا على هامة الأنثى، ومعقودًا على ناصيتها، الأمر ليس سبك الخصوبة واستمرار النوع فى طينة حضورها وحسب، ليس اقتسامها للعالم وهيمنتها على مقدرات نصفه الآخر، فالمعنى أعمق ومجال الرؤية أوسع وقوس الدلالة مفتوح على آخره، الأنثى تبسيط لمادة العالم واختزال لمفاتيحه ومثيرات فعله ومحركات تفاصيله ومادته الدرامية، الأنثى فى المجمل وكعنوان عريض، فما بالك إن حضرت الأنثى حضورًا استثنائيًّا، وكانت بين جنسها كالجنس نفسه بين مخلوقات الله، مركزية داخل المركز، ومتنًا فى لُبّ المتن، لا شكّ سيكون الحضور قداسة، والغياب قداسة أيضًا، والبهاء هالة نورانية توشّى الخطى أينما حلّت، وعلى هذا ما زالت كوكب الشرق تُكحّل عيون محبّيها، وتهذّب آذانهم وتنثر فيها الورد والياسمين،  على هذا ما زالت حاضرة ككوكب درىّ فى عين المجرة وفى أحداق الناس.

أم كلثوم فى الطفولة


قبل أربعة عقود من اليوم – فى الثالث من فبراير عام 1975 – قررت كوكب الشرق أم كلثوم التحلل من ربقة الطين، ودخول مدارات الأثيرية الشفيفة، والحلول والاتحاد فى جسد الخلود، فكان الرحيل الأسطورى، بعد 77 سنة من التحقق الفيزيقى، إيذانًا بمنعطف فى مسار الأسطورة وبنيتها، ولعلّها الاستثناء الوحيد الذى يكتسب أرضًا فى جغرافيا القاعدة كلما تطاول الزمن ومرت السنون، لعلّها الاستثناء الوحيد الذى يقاس عليه، فنًّا وإبداعًا وذكاء اجتماعيًّا وإنسانيًّا، وروحًا سرمديّة محلّقة فى سماوات لا تدانيها العين ولا تجهلها، فالسيدة التى نذرتها المواقيت لإسهام فوق طاقات الناس، عبرت محطات الرحلة ومفاصلها عبورًا سلسًا وواثق الخطى، كصوفى يتمشى فى امتحانات الله، من القرية إلى الموالد والحفلات الشخصية، إلى المدينة والحدائق والصالات والإذاعة والسينما والتليفزيون.. رحلت إبداعية تاخمت العقود السبعة، وجاوزت الطبيعى والمعهود، وكثّفت ميراث الجمال والفتنة فى بضع مئات من القصائد والألحان والحفلات، وفى 6 أفلام، وفى أجيال وطوابير من المحبين والمستمعين الذين تربوا فى أبهاء وفراديس الحنجرة المطلقة، وطوابير من الشعراء والملحنين والموسيقيين والعشاق الذين تربّوا أيضًا فى رياض صوت كوكب الشرق أم كلثوم، وفى جحيم محبّتها.

 رجال لوّعهم عشق الستّ

لم تكن كوكب الشرق أم كلثوم امرأة فاتنة بمقاييس الأنوثة والجمال المصكوكة فى عصرها، كانت أنثى عادية كملايين النساء، ولكنها كانت تحمل حصّة كبيرة من خام وجوهر الفتنة والغواية عبر حنجرتها وصندوق أحبالها الصوتية، وهو الصندوق الذى اجتذب كثيرين من الشعراء والملحنين كما تجتذب النار الفراشات، فعاش كثيرون من الرجال يدورون فى فلك أم كلثوم، وبعضهم أنفق العمر والأيام وقصائد الشعر ونغمات الموسيقى لقاء محبّتها، ولعلّ أشهر من سجّلوا أسماءهم فى دفاتر العشق واللوعة، كان الموسيقار والملحن الكبير محمد القصبجى، والشاعر الكبير أحمد رامى.
تعرف محمد القصبجى على أم كلثوم فى بدايتها الفنية، وتعهّدها بالرعاية والتأسيس الفنى، فكان مرشدها  الأول ومعلمها الأمين، وأحد ملحّنيها المهمين، كما أسس لها أول تخت شرقى يصاحبها فى حفلاتها، واستمر فى عزف العود ضمن أفراد التخت لسنوات طويلة، وهو ممن أحبوا أم كلثوم واكتفوا بالاقتراب من الضوء دون الوقوع فى حماه، محافظًا على حبّه وعلى علاقته بكوكب الشرق أم كلثوم فى الآن ذاته.
كذلك تحضر فى هذا السياق قصة الشاعر الكبير أحمد رامى، الذى تعرفت عليه أم كلثوم بعد أن غنّت له قصيدة “الصب تفضحه عيونه” فى أواخر عشرينيات القرن العشرين، وكان عائدًا من أوروبا حديثًا، وطوال المرحلة التالية تصاعدت علاقتهما الإنسانية، وتورّط رامى فى حب أم كلثوم، فحاول الاقتراب منها، لهذا كان عونها فى معرفة الشعر والشعراء وفى اختيار كلمات أغنياتها والقصائد التى تشدو بها، وبينما كانت مشاعره واضحة للجميع، ولأم كلثوم بالطبع، ظلت العلاقة من جانبها علاقة باردة تحافظ على أحمد رامى إنسانيًّا وتستفيد منه إبداعيًّا، بينما ظل أحمد رامى يكابد لوعة محبّته لأم كلثوم لسنوات وسنوات، حتى رثاها بعد وفاتها ولحق بها بعد وقت غير طويل.
وهناك قصة أخرى لعاشق لوّعته محبة أم كلثوم، ولكنها لم تكن طرفًا مباشرًا فى هذه اللوعة، فكان الأمر بقرار  الملك فاروق وموقفه، وتعود القصة إلى إعلان شريف صبرى باشا – أحد أعمام الملك فاروق – حبّه للفنانة الكبيرة كوكب الشرق أم كلثوم، ورغبته فى الزواج منها، ولكن الملك فاروق رفض واتّخذ موقفًا من الأمر، ووقفت الأسرة المالكة ضد هذه الزيجة، وهو ما قاد إلى تراجع شريف صبرى باشا عن قرار الزواج، وابتعاده عن أم كلثوم، التى آلمها موقف الملك والأسرة الحاكمة، ولكن بالتأكيد لم يتخلص شريف صبرى باشا من حبّه لأم كلثوم ولوعته فى هواها.

 رجال أحبتهم أم كلثوم

على جانب آخر من صنعة القلوب، وبينما لوّعت محبة أم كلثوم قلوب كثيرين، وتجلّت اللوعة فى أقصى صورها فى قلبى أحمد رامى ومحمد القصبجى، كان فى حياة أم كلثوم رجال أحبتهم وهامت بهم، ربما قاست اللوعة أحيانًا أو مع بعضهم، ولكنها حاولت أن تصل إلى حبّها ورجالها المرغوبين ما استطاعت، وبالفعل تزوّجت اثنين ممن أحبتهم.
كان أول حب فى حياة كوكب الشرق أم كلثوم لطبيب الأسنان والملحن الشهير والمهم أحمد صبرى النجريدى، والذى كان يمتلك عيادة أسنان فى طنطا بمحافظة الغربية، وبعد تعرفه عليها تعلّق بصوتها وآمن به، وكان أول من خلصها من العقال وملابس الأولاد، ودفعها إلى ارتداء الفساتين، كما خلصها من جوقة المنشدين، ووضع لها ألحانًا موسيقية أصيلة ومهمة إلى جانب أنها عميقة وجميلة وبعيدة عن تيارات الموسيقى السائدة وعن المبالغة فى الزخرفة الموسيقية والنغمية، وإجمالى ما لحّنه أحمد صبرى النجريدى لأم كلثوم 17 لحنًا، ومن محبّته لها ترك مهنته وعيادته الطبية وتفرغ لها، وكان يغار من أحمد رامى ومنافسته له على قلب أم كلثوم، بينما كانت أم كلثوم تحبه، وحينما طلب الزواج منها، طلبت منه أن يطلب يدها من والدها عملاً بالأصول التى تربّت عليها كفلاحة، ولكن والدها رفض الأمر، فاعتبر النجريدى الرفض إهانة وإنكار لجميله وفضله على أم كلثوم وأسرتها، فانسحب من حياتها للأبد.

في ذكري وفاة "كوكب الشرق" الـ42.. محطات مهمة في حياة أم كلثوم



توفت سيده الغناء العربي  في الثالث من شهر فبراير من العام 1975 ميلادية،
ونشرت  "بـوابـة الـوفـد" أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها سيدة الغناء العربي:
1- وسام الرافدين من قبل الحكومة العراقية في 1946 وهو أعلى وسام يمنح في العراق، في عصر النظام الملكي.
 2- في عام 1975 تضم إلى قائمة الأوسمة وسام النهضة من ملك الأردن عام ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس هاشم الأتاسي.
3- وسام الجمهورية من رئيس تونس بورقيبة عام1968.
4- في عام 1959 تنال وسام الارز برتبة كوماندوز من رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي.
أسطورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلقد أظلم العالم بوفاة هذا الهرم المصري العظيم، أما العرب فقد ألجموا ولم يعودوا قادرين على أن يتكلموا من وقع الخبر عليهم. ففي أثناء تأدية أم كلثوم لبروفاتها الغنائية سقطت أم كلثوم بسبب معاناتها من التهاب الكليتين، مما اضطرها إلى السفر إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج هناك، وفي الثاني والعشرين من شهر يناير في العالم 1975 ميلادية انتشر خبر مرض القامة الفنية العملاقة أم كلثوم بين الناس، مما دفعهم إلى أن يتبرعوا لها بوحدات الدم من كافة الأماكن
وكان صدى وفاتها مدوياً وملجماً للناس الذي رفضوا تصديق هذا الخبر، وأعلنت دول العالم هذا الخبر ببالغ الحزن والأسى وقد 

عبرت الصحف العالمية عن مدى التأثر الذي أصاب الدول بهذا الخبر، فحتى لو لم تكن شعوب العالم تعي كلام أم كلثوم إلى أن 

الموسيقى تصل إلى القلب مباشرة. الأهم من هذا كله أن جنازة أم كلثوم – رحمها الله تعالى – هي من أكبر ثماني جنازات في العالم كله.

الخميس، 2 فبراير 2017

اسرار سقوط "ام كلثوم" على خشبة المسرح بباريس



اسرار سقوط "ام كلثوم" على خشبة المسرح بباريس

ففى الأربعاء الخامس عشر من نوفمبر لعام 1967أبدعت أم كلثوم فى أغنية أمل حياتى التى لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب ، وتبعتها برائعة رياض السنباطي الأطلال، ثم أختتمت حفلها بأغنية فات الميعاد والتى لحنها الموسيقار بليغ حمدى، وفى أثناء غنائها الأطلال قفز شاب مخمور إلى المسرح وأمسك بقدميها بقوة فى محاولة لتقبيلها إلا أنها رفضت وعندما سحبت قدميها من يديه تهاوى جسدها وسقطت على خشبة المسرح، ولكن سرعان ماساعدتها فرقتها على النهوض لتواصل الغناء فلم يستغرق الأمر أكثر من ثلاث دقائق أستطاعت كوكب الشرق بعدها تحويل الحادث إلى نكتة لتخرج الجمهور من الإرتباك، فبمجرد وقوفها عادت تغنى “هل رأى الحب سكارى بيننا” وهى تشير بيدها إلى ذلك الشاب وهو فى أيدى رجال الأمن يقودونه للخارج، وضحك الجمهور وأنطلق يصفق ويهتف لها بحرارة أشد إنبهارا بقدرتها على تجاوز الحادث.


http://go.ad2upapp.com/afu.php?id=1019891

الأربعاء، 1 فبراير 2017

كواليس مثيرة لللاهتمام في اغنية انت عمري وقصة ميلادها

الجزء الاول 



تظل انت عمري أكثر أغنية لأم كلثوم حظيت بالاهتمام من الجماهيروترقب مولدها ملايين العرب وذلك بالمقارنة بما سبقها وتلاها من أغنيات ..كانت اللقاء الكبير بين أم كلثوم وعبد الوهاب بعد انتظار دام ثلاثين سنة وأكثر ..وبعد أن أحاطاه العملاقان بالسرية التامة والتحفظ والكتمان ظهر ذلك العمل الفني في السادس من فبراير 1964.

الحفل الأول لهذه الأغنية رويت عنه حكايات عديدة ونسجت حوله الأساطير ومازال عشاق أم كلثوم ينتظرون سماع التسجيل الكامل لذلك الحفل الذي لا يذاع في الإذاعة وتسجيله المتداول بين الهواة إما ناقص أو بجودة رديئة للغاية .

لقاء العملاقين هذا استحق عمل بحث عنه أقدمه هنا للجميع بمناسبة احتفالنا بذكرى كوكب الشرق التي مازال فنها يستهوي الصغير والكبير بالرغم من رحيلها عن عالمنا في الثالث من فبراير 1975 .


ما قبل اللقاء.. 

لهذا اللقاء قصة طويلة تبدأ من خمسة أعوام سبقت ظهوره للجماهير ..فذات يوم دق جرس التليفون في بيت عبد الوهاب ..وكان المتحدث أحمد شفيق كامل.
بدأ أحمد شفيق كامل يقرأ كلمات أغنية جديدة لعبد الوهاب ليبدي رأيه فيها ، وأحس عبد الوهاب بكلمات الأغنية وطلب من أحمد شفيق كامل أن يأتيه بالكلمات كاملة لأنه قرر تلحينها لنفسه .

في ذلك الوقت كان عبد الوهاب يفكر في عمل مشترك بينه وبين أم كلثوم وعرض فكرته على أحمد الحفناوي عازف الكمان في فرقة أم كلثوم ورجاه أن يجس نبضها في ذلك الموضوع ..فعاد إليه بعد أيام يعلن الموافقة المبدئية لأم كلثوم على هذا المشروع .

وحدث أن أصيب عبد الوهاب في الحادث المشهور حينما اعتدى عليه " مجنون عبد الوهاب " ونقل إلى المستشفى ..و زارته أم كلثوم وقتها وكان عبد الحليم موجوداً وفتح الكلام في الموضوع القديم – موضوع تلحين عبد الوهاب أغنية لأم كلثوم – وأبدت أم كلثوم استعدادها ..وعندما خرج عبد الوهاب من المستشفى كانت فكرة التعاون الفني بينهما قد استقرت في ذهن الاثنين وأخذ عبد الحليم يلح بها على رأس عبد الوهاب بين الحين والآخر وبعدها عرض عبد الوهاب مجموعة من الأغاني على أم كلثوم ومنها أغنية أحمد شفيق كامل التي أعجبت بكلماتها فاختارتها .

في منزل أم كلثوم اجتمع كل من أم كلثوم وعبد الوهاب وأحمد شفيق كامل لقراءة الأغنية من جديد ..واعترضت أم كلثوم على بعض الكلمات ..وكانت الأغنية تبدأ بـ ...

" شوقوني عينيك لأيامي اللي راحوا "

فغيرتها إلى 

" رجعوني عينيك لأيامي اللى راحوا "

وفي مقطع آخر ..

" من حنان قلبي اللي بيشابي لحنانك "

إلى

" من حنان قلبي اللي طال شوقه لحنانك "

وقد اعترضت أم كلثوم على كلمة بيشابي ..لأنها كلمة عامية تستعمل في مصر فقط ..مع أنها تغني لكل الملايين العربية ، ودافع أحمد شفيق كامل عن الكلمة بحرارة وقال أنها تشبيه لعواطف الطفل الذي يريد أن " يطول " شيئاً طالت لهفته عليه ..ولكن أم كلثوم أصرت على أن اللغة العربية مليئة بالكلمات السهلة التي تؤدي إلى نفس المعنى ..!

أما عبد الوهاب فقد اعترض على الكلمات التالية 

"قد إيه من عمري قبلك راح وعدى
راح كأن العمر قبلك ليلة واحدة 
ليلة من دمعي ومن نار الجراح "

فاستبدلها الشاعر بـ ..

" قد إيه من عمري قبلك راح وعدى
ياحبيبي 
ولا شاف القلب قبلك فرحة واحدة
ولا داق في الدنيا غير طعم الجراح "