في مذكرات الكاتب الصحفي، مصطفى أمين، قال إن سر انقلاب السيدة جيهان السادات علي أم كلثوم هو قصة الصراع بين لقب سيدة مصر الأولي الذي سعت إليه جيهان السادات بحرص شديد، وسيدة الغناء العربي الذي تربعت به أم كلثوم علي عرش وقلوب الجماهير المصرية الغفيرة.
وكانت الشائعة الأقوي تقول إن سبب الحرب علي أغنيات أم كلثوم واصدار الأوامر إلى الاذاعة المصرية بتكثيف أغنيات المطربة ياسمين الخيام لتنافس كوكب الشرق بشدة، وتعوض الناس عن غيابها، السر هو رغبة الانتقام لدي سيدة مصر الأولي من المطربة التي داعبت زوجها الرئيس في إحدي المناسبات، وهي تصافحه قائلة «منور يا أبوالأنوار».
قرر مصطفى أمين فيما بعد أن يتحرى دقة تلك الشائعات، فأمسك بسماعة التليفون وطلب حرم الرئيس، وقال لجيهان السادت عن اكتئاب أم كلثوم ومرضها، والشائعات التي يرددها الناس، فإذا بحرم الرئيس تقسم للكاتب الكبير أن كل ما ردده هو بالفعل شائعات مغرضة، وأنها سوف تتوجه في الحال لزيارة أم كلثوم في بيتها، ودعوتها للعشاء معها خارج المنزل.
وبعد نصف ساعة، توقفت سيارة الرئاسة الفخمة أمام فيلا أم كلثوم بشارع أبوالفدا بالزمالك نزلت جيهان السادات وسط حراسها وضباط التشريفة وراحت تسرع في خطواتها نحو باب الفيلا، كانت الزيارة مفاجئة للجميع، حتى أم كلثوم نفسها ظلت لحظات لا تصدق نفسها، إلا أن السيدة حرم الرئيس السادات أخذت بيدها وهي تستأذنها في قضاء بعض الوقت خارج المنزل.
وافقت أم كلثوم علي الفور، ظهرت الابتسامة علي وجهها لأول مرة بعد طول غياب، ارتدت ملابسها وخرجت مع ضيفتها، وبعد ساعات قليلة كان صوت كوكب الشرق يعود هو الآخر إلي آذان الملايين من عشاق أم كلثوم.